منتديات همسة ابداع
يآَعَـٍَسَـلْ

لأنـنـآ نـعـشـقِ التـميز والـِمُـِمَـِيّـزِيْـטּ يشرفنـآ إنـظمـآمڪ معنـآ فيـﮯ مـنـتـديـآت هــَمسـةْ اِبـداعٌ | |

أثبـت تـوآجُـِدڪ و ڪـטּ مـטּ [ الـِمُـِمَـِيّـزِيْـטּ ..!

لـِڪي تـسـتـطـيـع أن تُـِتْـِِבـفَـِنَـِـِا [ بـِ موآضيعـڪ ومشارڪاتـڪ معنـِـِـِآ ]

منتديات همسة ابداع
يآَعَـٍَسَـلْ

لأنـنـآ نـعـشـقِ التـميز والـِمُـِمَـِيّـزِيْـטּ يشرفنـآ إنـظمـآمڪ معنـآ فيـﮯ مـنـتـديـآت هــَمسـةْ اِبـداعٌ | |

أثبـت تـوآجُـِدڪ و ڪـטּ مـטּ [ الـِمُـِمَـِيّـزِيْـטּ ..!

لـِڪي تـسـتـطـيـع أن تُـِتْـِِבـفَـِنَـِـِا [ بـِ موآضيعـڪ ومشارڪاتـڪ معنـِـِـِآ ]

منتديات همسة ابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات همسة ابداع


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدردشة همسةدخول

 

 قصة موسى عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
دلوعه بس حبوبه
« بنـــ V . I . P ـــات »
« بنـــ V . I . P ـــات »
دلوعه بس حبوبه


عٌضويـتـے : 2
إنـتـسابـے : 30/04/2010
دولـتـے : سعودي
مُشآركتـے : 66
نُـقاطِـے : 250
انثى
مزاجـے : رومانسية



my mms : حب
مزاجـے روماانسيه

قصة موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: قصة موسى عليه السلام   قصة موسى عليه السلام Empty8/11/2010, 8:08 pm

قصة موسى عليه السلام

الجزء الاربع


نفسية بني إسرائيل الذليلة:
لقد مات فرعون مصر. غرق أمامعيون المصريين وبني إسرائيل. ورغم موته، فقدظل أثره باقيا في نفوس المصريين وبني إسرائيل.من الصعب على سنوات القهر الطويلة والذلالمكثف أن تمر على نفوس الناس مر الكرام. لقد عوّدفرعون بني إسرائيل الذل لغير الله. هزمأرواحهم وأفسد فطرتهم فعذبوا موسى عذاباشديدا بالعناد والجهل.
كانت معجزة شق البحرلم تزل طرية في أذهانهم، حين مروا على قوم يعبدون الأصنام. وبدلا من أن يظهروا استيائهم لهذا الظلم للعقل، ويحمدوا الله أن هداهم للإيمان. بدلا من ذلك التفتوا إلى موسى وطلبوا منه أن يجعل لهم إلها يعبدونه مثل هؤلاء الناس. أدركتهم الغيرة لمرأى الأصنام، ورغبوا في مثلها، وعاودهم الحنين لأيام الشرك القديمة التي عاشوها في ظل فرعون. واستلفتهم موسى إلى جهلهم هذا، وبيّن لهم أن عمل هؤلاء باطل، وأن الله فضل بني إسرائيل على العالمين فكيف يجحد هذا التفضيل ويجعل لهم صنما يعبدونه من دون الله. ثم ذكّرهم بفرعون وعذابه لهم، وكيف أن الله نجاهم منه، فكيف بعد ذلك يشركون بالله مالا يضر ولا ينفع.
موعد موسى لملاقاة ربه:
انتهت المرحلة الأولى من مهمة موسى عليه السلام، وهي تخليص بني إسرائيل من حياة الذل والتعذيب على يد فرعون وجنده. والسير بهم إلى الديار المقدسة. لكن القوم لم يكونوا على استعداد للمهمة الكبرى، مهمة الخلافة في الأرض بدين الله. وكان الاختبار الأول أكبر دليل على ذلك. فما أن رأوا قوما يعبدون صنما، حتى اهتزت عقيدة التوحيد في نفوسهم، وطلبوا من موسى أن يجعل لهم وثنا يعبدوه. فكان لا بد من رسالة مفصلة لتربية هذه الأمة وإعدادها لما هم مقبلون عليه. من أجل هذه الرسالة كانت مواعدة الله لعبده موسى ليلقاه. وكانت هذه المواعدة إعداد لنفس موسى ليتهيأ للموقف الهائل العظيم. فاستخلف في قومه أخاه هارون عليه السلام.
كانت فترة الإعداد ثلاثين ليلة، أضيف إليها عشر، فبلغت عدتها أربعين ليلة. يروض موسى فيها نفسه على اللقاء الموعود؛ وينعزل فيها عن شواغل الأرض؛ فتصفو روحه وتتقوى عزيمته. ويذكر ابن كثير في تفسيره عن أمر هذه الليالي: "فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة؛ قال المفسرون: فصامها موسى -عليه السلام- وطواها، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة، فأمره الله تعالى أن يكمل العشرة أربعين".
كان موسى بصومه -أربعين ليلة-يقترب من ربه أكثر. وكان موسى بتكليم الله لهيزداد حبا في ربه أكثر. فطلب موسى أن يرى الله. ونحن لا نعرف أي مشاعر كانت تجيش في قلب موسى عليه الصلاة والسلام حين سأل ربه الرؤية. أحيانا كثيرة يدفع الحب البشري الناس إلى طلب المستحيل. فما بالك بالحب الإلهي، وهو أصل الحب؟ إن عمق إحساس موسى بربه، وحبه لخالقه، واندفاعه الذي لم يزل يميز شخصيته. دفعه هذا كله إلى أن يسأل الله الرؤية.
وجاءه رد الحق عز وجل: قَالَلَن تَرَانِي
ولو أن اللهتبارك وتعالى قالها ولم يزد عليها شيئا، لكانهذا عدلا منه سبحانه، غير أن الموقف هنا موقفحب إلهي من جانب موسى. موقف اندفاع يبرره الحبولهذا أدركت رحمة الله تعالى موسى. أفهمه أنهلن يراه، لأن أحدا من الخلق لا يصمد لنور الله.أمره أن ينظر إلى الجبل، فإن استقر مكانه فسوفيراه.
قال تعالى: (وَلَـكِنِانظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّمَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّاتَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُدَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا)
لا يصمدلنور الله أحد. فدكّ الجبل، وصار مسوّى في الأرض. وسقط موسى مغشيا عليه غائبا عن وعيه. فلما أفاق قال سبحانك تنزهت وتعاليت عن أن ترى بالأبصار وتدرك. وتبت إليك عن تجاوزني للمدى في سؤالك! وأنا أول المؤمنين بك وبعظمتك.
ثم تتداركه رحمة ربه من جديد. فيتلقى موسى -عليه السلام- البشرى. بشرى الاصطفاء. مع التوجيه له بالرسالة إلى قومه بعد الخلاص. قال تعالى: (قَالَيَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَىالنَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِيفَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَالشَّاكِرِينَ)
وقف كثير منالمفسرين أمام قوله تعالى لموسى: (إِنِّياصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِبِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي). وأجريتمقارنات بينه وبين غيره من الأنبياء. فقيل إنهذا الاصطفاء كان خاصا بعصره وحده، ولا ينسحبعلى العصر الذي سبقه لوجود إبراهيم فيه،وإبراهيم خير من موسى، أيضا لا ينطبق هذاالاصطفاء على العصر الذي يأتي بعده، لوجودمحمد بن عبد الله فيه، وهو أفضل منهما.
ونحب أننبتعد عن هذا الجدال كله. لا لأننا نعتقد أن كلالأنبياء سواء. إذا إن الله سبحانه وتعالىيحدثنا أنه فضل بعض النبيين على بعض، ورفعدرجات بعضهم على البعض. غير أن هذا التفضيلينبغي أن يكون منطقة محرمة علينا، ولنقف نحنفي موقع الإيمان بجميع الأنبياء لا نتعداه.ولنؤد نحوهم فروض الاحترام على حد سواء. لاينبغي أن يخوض الخاطئون في درجات المعصومينالمختارين من الله. ليس من الأدب أن نفاضل نحنبين الأنبياء. الأولى أن نؤمن بهم جميعا.
ثم يبين الله تعالى مضمون الرسالة (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّشَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّشَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْقَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَاسَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) ففيها كل شيء يختص بموضوع الرسالة وغايتها من بيان الله وشريعته والتوجيهات المطلوبة لإصلاح حال هذه الأمة وطبيعتها التي أفسدها الذل وطول الأمد!
عبادة العجل:
انتهىميقات موسى مع ربه تعالى. وعاد غضبان أسفا إلىقومه. فلقد أخبره الله أن قموه قد ضلّوا من بعده. وأن رجلا من بني إسرائيل يدعى السّامري هو من أضلّهم. انحدر موسىمن قمة الجبل وهو يحمل ألواح التوراة، قلبهيغلي بالغضب والأسف. نستطيع أن نتخيل انفعالموسى وثورته وهو يحث خطاه نحو قومه.
لم يكد موسىيغادر قومه إلى ميقات ربه. حتى وقعت فتنة السامري. وتفصيل هذه الفتنة أن بني إسرائيلحين خرجوا من مصر، صحبوا معهم كثيرا من حليالمصريين وذهبهم، حيث كانت نساء بني إسرائيل قد استعرنه للتزين به، وعندما أمروا بالخروج حملوه معهم. ثم قذفوها لأنها حرام. فأخذها السامري، وصنع منهاتمثالا لعجل. وكان السامري فيما يبدو نحاتا محترفا أو صائغا سابقا، فصنع العجل مجوفا من الداخل، ووضعه في اتجاه الريح، بحيث يدخل الهواء من فتحته الخلفية ويخرج من أنفه فيحدث صوتا يشبه خوار العجول الحقيقية.
ويقال إن سرهذا الخوار، أن السامري كان قد أخذ قبضة منتراب سار عليه جبريل -عليه السلام- حين نزل إلىالأرض في معجزة شق البحر. أي أن السامري أبصربما لم يبصروا به، فقبض قبضة من أثر الرسول -جبريلعليه السلام- فوضعها مع الذهب وهو يصنع منهالعجل. وكان جبريل لا يسير على شيء إلا دبتفيه الحياة. فلما أضاف السامري التراب إلى الذهب، ثم صنع منه العجل، خار العجل كالعجول الحقيقية. وهذه هي القصة التي قالها السامري لموسى عليه السلام.
بعد ذلك،خرج السامري على بني إسرائيل بما صنعه..
سألوه:ما هذا يا سامري؟
قال: هذاإلهكم وإله موسى!
قالوا:لكن موسى ذهب لميقات إلهه.
قالالسامري: لقد نسي موسى. ذهب للقاء ربه هناك،بينما ربه هنا.

وهبت موجةمن الرياح فدخلت من دبر العجل الذهب وخرجت منفمه فخار العجل. وعبد بنو إسرائيل هذا العجل.لعل دهشة القارئ تثور لهذه الفتنة. كيف يمكنالاستخفاف بعقول القوم لهذه الدرجة؟! لقدوقعت لهم معجزات هائلة. فكيف ينقلبون إلىعبادة الأصنام في لحظة؟ تزول هذه الدهشة لونظرنا في نفسية القوم الذين عبدوا العجل. لقدتربوا في مصر، أيام كانت مصر تعبد الأصناموتقدس فيما تقدس العجل أبيس، وتربوا على الذلوالعبودية، فتغيرت نفوسهم، والتوتفطرتهم، ومرت عليهم معجزات الله فصادفتنفوسا تالفة الأمل. لم يعد هناك ما يمكن أنيصنعه لهم أحد. إن كلمات الله لم تعدهم إلىالحق، كما أن المعجزات الحسية لم تقنعهم بصدقالكلمات، ظلوا داخل أعماقهم من عبدة الأوثان.كانوا وثنيين مثل سادتهم المصريين القدماء.ولهذا السبب انقلبوا إلى عبادة العجل.
وفوجئ هارون عليه الصلاة والسلام يوما بأن بني إسرائيل يعبدون عجلا من الذهب. انقسموا إلى قسمين: الأقلية المؤمنة أدركت أن هذا هراء. والأغلبية الكافرة طاوعت حنينها لعبادة الأوثان. ووقف هارون وسط قومه وراح يعظهم. قال لهم: إنكم فتنتم به، هذه فتنة، استغل السامري جهلكم وفتنكم بعجله. ليس هذا ربكم ولا رب موسى (وَإِنَّرَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِيوَأَطِيعُوا أَمْرِي).
ورفض عبدةالعجل موعظة هارون. لكن هارون -عليه السلام- عاد يعظهم ويذكرهمبمعجزات الله التي أنقذهم بها، وتكريمهورعايته لهم، فأصموا آذانهم ورفضوا كلماته،واستضعفوه وكادوا يقتلونه، وأنهوا مناقشةالموضوع بتأجيله حتى عودة موسى. كان واضحا أنهارون أكثر لينا من موسى، لم يكن يهابه القومللينه وشفقته. وخشي هارون أن يلجأ إلى القوةويحطم لهم صنمهم الذي يعبدونه فتثور فتنة بينالقوم. فآثرهارون تأجيل الموضوع إلى أن يحضر موسى.
كان يعرف أنموسى بشخصيته القوية، يستطيع أن يضع حدا لهذهالفتنة. واستمر القوم يرقصون حول العجل.
انحدر موسىعائدا لقومه فسمع صياح القوم وجلبتهم وهميرقصون حول العجل. توقف القوم حين ظهر موسىوساد صمت. صرخ موسى يقول: (بِئْسَمَاخَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ).
اتجه موسىنحو هارون وألقى ألواح التوراة من يده علىالأرض. كان إعصار الغضب داخل موسى يتحكم فيهتماما. مد موسىيديه وأمسك هارون من شعر رأسه وشعر لحيته وشدهنحوه وهو يرتعش. قال موسى:
يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْضَلُّوا (92)أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) (طه)
إن موسىيتساءل هل عصى هارون أمره. كيف سكت على هذهالفتنة؟ كيف طاوعهم على البقاء معهم ولم يخرجويتركهم ويتبرأ منهم؟ كيف سكت عن مقاومتهمأصلا؟ إن الساكت عن الخطأ مشترك فيه بشكل ما.زاد الصمت عمقا بعد جملة موسى الغاضبة. وتحدثهارون إلى موسى. رجا منه أن يترك رأسه ولحيته.بحق انتمائهما لأم واحدة. وهو يذكره بالأمولا يذكره بالأب ليكون ذلك أدعى لاستثارةمشاعر الحنو في نفسه.
أفهمه أنالأمر ليس فيه عصيان له. وليس فيه رضا بموقف عبدة العجل. إنما خشي أن يتركهم ويمضي، فيسألهموسى كيف لم يبق فيهم وقد تركه موسى مسؤولاعنهم، وخشي لو قاومهم بعنف أن يثير بينهمقتالا فيسأله موسى كيف فرق بينهم ولم ينتظرعودته.
أفهم هارونأخاه موسى برفق ولين أن القوم استضعفوه،وكادوا يقتلونه حين قاومهم. رجا منه أن يتركرأسه ولحيته حتى لا يشمت به الأعداء، ويستخفبه القوم زيادة على استخفافهم به. أفهمه أنهليس ظالما مثلهم عندما سكت عن ظلمهم.
أدرك موسىأنه ظلم هارون في غضبه الذي أشعلته غيرته علىالله تعالى وحرصه على الحق. أدرك أن هارونتصرف أفضل تصرف ممكن في هذه الظروف. ترك رأسهولحيته واستغفر الله له ولأخيه. التفت موسىلقومه وتساءل بصوت لم يزل يضطرب غضبا: (يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًاحَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُأَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْغَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُممَّوْعِدِي).
إنه يعنفهمويوبخهم ويلفتهم بإشارة سريعة إلى غباء ماعملوه. عاد موسىيقول غاضبا أشد الغضب: (إِنَّالَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَسَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْوَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَاوَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ).
لم تكدالجبال تبتلع أصداء الصوت الغاضب حتى نكسالقوم رءوسهم وأدركوا خطأهم. كان افتراؤهمواضحا على الحق الذي جاء به موسى. أبعد كل ما فعله الله تعالى لهم، ينكفئون على عبادة الأصنام؟! أيغيب موسى أربعين يوما ثم يعود ليجدهم يعبدون عجلا من الذهب. أهذا تصرفقوم، عهد الله إليهم بأمانة التوحيد فيالأرض؟
التفت موسىإلى السامري بعد حديثه القصير مع هارون. لقدأثبت له هارون براءته كمسئول عن قومه فيغيبته، كما سكت القوم ونكسوا رءوسهم أمامثورة موسى، لم يبق إلا المسئول الأول عنالفتنة. لم يبق إلا السامري.
تحدث موسىإلى السامري وغضبه لم يهدأ بعد: قَالَفَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ
إنه يسأله عن قصته، ويريد أن يعرف منه ما الذيحمله على ما صنع. قال السامري:بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ
رأيت جبريل وهو يركب فرسه فلا تضع قدمها علىشيء إلا دبت فيه الحياة. فَقَبَضْتُقَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ
أخذت حفنة من التراب الذي سار عليه جبريلوألقيتها على الذهب. فَنَبَذْتُهَاوَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
هذا ما ساقتني نفسي إليه.

لم يناقشموسى، عليه السلام السامري في ادعائه. إنماقذف في وجهه حكم الحق. ليس المهم أن يكون السامري قد رأى جبريل، عليه السلام، فقبضقبضة من أثره. ليس المهم أن يكون خوار العجلبسبب هذا التراب الذي سار عليه فرس جبريل، أويكون الخوار بسبب ثقب اصطنعه السامري ليخورالعجل. المهم في الأمر كله جريمة السامري،وفتنته لقوم موسى، واستغلاله إعجاب القومالدفين بسادتهم المصريين، وتقليدهم لهم فيعبادة الأوثان. هذه هي الجريمة التي حكم فيها موسى عليه السلام: (قَالَفَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنتَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًالَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَالَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًالَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُفِي الْيَمِّ نَسْفًا).
حكم موسىعلى السامري بالوحدة في الدنيا. يقول بعضالمفسرين: إن موسى دعا على السامري بأن لا يمسأحدا، معاقبة له على مسه ما لم يكن ينبغي لهمسه.
ونعتقد أنالأمر أخطر كثيرا من هذه النظرة السريعة. إن السامري أراد بفتنته ضلال بني إسرائيل وجمعهمحول عجله الوثني والسيادة عليهم، وقد جاءتعقوبته مساوية لجرمه، لقد حكم عليه بالنبذوالوحدة. هل مرض السامري مرضا جلديا بشعا صارالناس يأنفون من لمسه أو مجرد الاقتراب منه؟هل جاءه النبذ من خارج جسده؟ لا نعرف ماذا كانمن أمر الأسلوب الذي تمت به وحدة السامري ونبذالمجتمع له. كل ما نعرفه أن موسى أوقع عليهعقوبة رهيبة، كان أهون منها القتل، فقد عاش السامري منبوذا محتقرا لا يلمس شيئا ولا يمسأحدا ولا يقترب منه مخلوق. هذه هي عقوبته فيالدنيا، ويوم القيامة له عقوبة ثانية، يبهمهاالسياق لتجيء ظلالها في النفس أخطر وأرعب.
نهض موسىبعد فراغه من السامري إلى العجل الذهب وألقاهفي النار. لم يكتف بصهره أمام عيون القوم المبهوتين، وإنما نسفه في البحر نسفا. تحولالإله المعبود أمام عيون المفتونين به إلىرماد يتطاير في البحر. ارتفع صوت موسى: (إِنَّمَاإِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَإِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا) هذا هو إلهكم، وليس ذلك الصنم الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
بعد أن نسفموسى الصنم، وفرغ من الجاني الأصلي، التفتإلى قومه، وحكم في القضية كلها فأفهمهم أنهمظلموا أنفسهم وترك لعبدة العجل مجالا واحدا للتوبة. وكان هذا المجال أن يقتل المطيع من بني إسرائي من عصى.
قال تعالى:
وَإِذْقَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِإِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْبِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْإِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْأَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَبَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُهُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم (54) (البقرة)
كانتالعقوبة التي قررها موسى على عبدة العجلمهولة، وتتفق مع الجرم الأصلي. إن عبادةالأوثان إهدار لحياة العقل وصحوته، وهيالصحوة التي تميز الإنسان عن غيره من البهائموالجمادات، وإزاء هذا الإزهاق لصحوة العقل،تجيء العقوبة إزهاقا لحياة الجسد نفسه، فليسبعد العقل للإنسان حياة يتميز بها. ومن نوعالجرم جاءت العقوبة. جاءت قاسيةثم رحم الله تعالى وتاب. إِنَّهُهُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم .
أخيرا. سَكَتَعَن مُّوسَى الْغَضَبُ. تأمل تعبيرالقرآن الكريم الذي يصور الغضب في صورة كائنيقود تصرفات موسى، ابتداء من إلقائه لألواحالتوراة، وشده للحية أخيه ورأسه. وانتهاءبنسف العجل في البحر، وحكمه بالقتل على مناتخذوه ربا. أخيرا سكت عن موسى الغضب. زايلهغضبه في الله، وذلك أرفع أنواع الغضب وأجدرهابالاحترام والتوقير. التفت موسى إلى مهمتهالأصلية حين زايله غضبه فتذكر أنه ألقى ألواحالتوراة. وعاد موسى يأخذ الألواح ويعاوددعوته إلى الله.
رفع الجبل فوق رؤوس بني إسرائيل:
عاد موسى إلى هدوئه، واستأنف جهاده في الله، وقرأ ألواح التوراة على قومه. أمرهم في البداية أن يأخذوا بأحكامها بقوة وعزم. ومن المدهشأن قومه ساوموه على الحق. قالوا: انشر عليناالألواح فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلةقبلناها. فقال موسى: بل اقبلوها بما فيها.فراجعوا مرارا، فأمر الله تعالى ملائكتهفرفعت الجبل على رءوسهم حتى صار كأنه غمامةفوقهم، وقيل لهم: إن لم تقبلوها بما فيها سقطذلك الجبل عليكم، فقبلوا بذلك، وأمروابالسجود فسجدوا. وضعوا خدودهم على الأرض وراحوا ينظرون إلى الجبل فوقهم هلعا ورعبا.
وهكذا أثبتقوم موسى أنهم لا يسلمون وجوههم لله إلا إذالويت أعناقهم بمعجزة حسية باهرة تلقي الرعبفي القلوب وتنثني الأقدام نحو سجود قاهر يدفعالخوف إليه دفعا. وهكذا يساق الناس بالعصاالإلهية إلى الإيمان. يقع هذا في ظل غياب الوعي والنضج الكافيين لقيامالاقتناع العقلي. ولعلنا هنا نشير مرة أخرىإلى نفسية قوم موسى، وهي المسئول الأول عن عدماقتناعهم إلا بالقوة الحسية والمعجزاتالباهرة. لقد تربى قوم موسى ونشئوا وسط هوان وذل، أهدرت فيهما إنسانيتهم والتوت فطرته.ولم يعد ممكنا بعد ازدهار الذل في نفوسهمواعتيادهم إياه، لم يعد ممكنا أن يساقوا إلىالخير إلا بالقوة. لقد اعتادوا أن تسيرهمالقوة القاهرة لسادتهم القدامى، ولا بدلسيدهم الجديد (وهو الإيمان) من أن يقاسي الأهوال لتسييرهم، وأن يلجأ مضطرا إلى أسلوب القوة لينقذهم من الهلاك. لم تمر جريمة عبادة العجل دون آثار.
اختيار سبعين رجلا لميقات الله:
أمر موسىبني إسرائيل أن يستغفروا اللهويتوبوا إليه. اختار منهم سبعين رجلا، الخيّر فالخيّر، وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم. صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم. خرج موسىبهؤلاء السبعين المختارين لميقات حدده لهالله تعالى. دنا موسى من الجبل. وكلم الله تعالىموسى، وسمع السبعون موسى وهو يكلم ربه.
ولعل معجزةكهذه المعجزة تكون الأخير، وتكون كافية لحملالإيمان إلى القلوب مدى الحياة. غير أنالسبعين المختارين لم يكتفوا بما استمعواإليه من المعجزة. إنما طلبوا رؤية الله تعالى. قالوا سمعنا ونريد أن نرى. قالوالموسى ببساطة: (يَامُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَىاللَّهَ جَهْرَةً).
هي مأساةتثير أشد الدهشة. وهي مأساة تشير إلى صلابةالقلوب واستمساكها بالحسيات والماديات. كوفئالطلب المتعنت بعقوبة صاعقة. أخذتهم رجفةمدمرة صعقت أرواحهم وأجسادهم على الفور. ماتوا.
أدرك موسىما أحدثه السبعون المختارون فملأه الأسى وقاميدعو ربه ويناشده أن يعفو عنهم ويرحمهم، وألايؤاخذهم بما فعل السفهاء منهم، وليس طلبهمرؤية الله تبارك وتعالى وهم على ما هم فيه منالبشرية الناقصة وقسوة القلب غير سفاهة كبرى. سفاهة لا يكفر عنها إلا الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الباشا
مبدع ج ــديــد
مبدع ج ــديــد
الباشا


عٌضويـتـے : 122
إنـتـسابـے : 09/11/2010
مُشآركتـے : 10
نُـقاطِـے : 110
ذكر

قصة موسى عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة موسى عليه السلام   قصة موسى عليه السلام Empty9/11/2010, 7:30 pm

بارك الله فيكي اختي الكريمة

يرجى تعديل الموضوع وووضوح الخط للقارئ

خالص تقديري وودي
الباشا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة موسى عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة موسى عليه السلام
» قصة موسى عليه السلام الجزء الاول
» قصة موسى عليه السلام الجزء الثاني
» اخر وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
» بطاقة الرسول صلى الله عليه وسلم العائلية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات همسة ابداع :: :: الاقسام العـامـة :: :: الشريعة الاسلامية :: قصص الانبياء-
انتقل الى: